لا تحاول أن تكون كاملا
في محاولتنا للكمال قد نتعرض لضغوط نتيجة ممارستنا لأفعال وأعمال قد تتطلب منا جهدا ووقتا لعملها على أحسن وجه وبهذا قد نضر أنفسنا ونضر أناسا قريبين منا.وللتخلي عن هذه النزعة نحو الكمال، يجب أن نعلم أننا في الأساس اجتماعيون تظهر قوتنا وكمالنا في علاقاتنا مع الآخرين، فأكثر لحظاتنا قوة وكمالا هي عندما نشارك ضمن فريق عمل أو عندما نشارك لحظات عشناها مع أناس آخرين.
في محاولتنا للكمال قد نتعرض لضغوط نتيجة ممارستنا لأفعال وأعمال قد تتطلب منا جهدا ووقتا لعملها على أحسن وجه وبهذا قد نضر أنفسنا ونضر أناسا قريبين منا.
وللتخلي عن هذه النزعة نحو الكمال، يجب أن نعلم أننا في الأساس اجتماعيون تظهر قوتنا وكمالنا في علاقاتنا مع الآخرين، فأكثر لحظاتنا قوة وكمالا هي عندما نشارك ضمن فريق عمل أو عندما نشارك لحظات عشناها مع أناس آخرين، فمثلا عند رؤيتك لغروب شمس جميل لن تحس بمتعة هذه اللحظة إلا بمشاركتها ونقلها لأناس قريبين منك.
كما أننا اجتماعيون من خلال تأثرنا بالوسط الذي تربينا فيه، فنحن اكتسبا اللغة والعادات والمبادئ والسلوكات من آبائنا أو معلمينا أو أناس صادفناهم في حياتنا، ونحن إذ نصبوا إلى الكمال نحاول فقط إرضاء هؤلاء الناس الذين غرسوا فينا قيما لانريد أن نخذلهم ونسعى لإرضائهم.
إن ما يدفعنا نحو الكمال هو الرغبة العميقة في أن نكون مقبولين ضمن مجموعة معينة، حيث نعمل على أن تكون تصرفاتنا وأفعالنا مقبولة لدى الأخرين بغض النظر أن تكون مقبولة لدينا.
يلعب الآباء دورا أساسيا في جعلنا نكتسب تلك القوة الدافعة نحو القبول الاجتماعي من خلال الطريقة التي ربونا عليها سواء كانت لطيفة أو قاسية، فهي تدفعنا إلى القبول الاجتماعي، ربما لا تنجح محاولاتهم غير أننا في النهاية نحاول أن نمحو تلك الآثار السلبية ونسعى نحو القبول الصافي الذي يجعلنا مقبولين ضمن المجتمع.
يفرض علينا المجتمع قوة مسيطرة تدفعنا لنكون لطفاء لكي نحوز القبول والنجاح، فكل واحد منا في مخيلته ذلك الشخص المعطاء الذي رسمه آباؤنا في عقولنا ونسعى لنكون مثله لنصبح مقبولين وناجحين، لذا فإننا نبذل الجهد والعطاء لنكون ذلك الشخص المثالي والكامل، مما يشكل أكبر خطر يواجه سعادتنا ووجودنا.
مما يجعل سعينا نحو الكمال خطأ كبيرا كونه مضيعة للوقت والجهد في محاولة إرضاء أناس ربما لايستحقون ما ما نبذل من أجلهم من جهد، كما نسمح لهم بإدارة حياتنا وفق رغباتهم، كما يمكننا أن نصاب بأمراض نتيجة سعينا وبدلنا للمستحيل في سبيل هذا الكمال.
في طريقنا للوصول إلى التخلي عن نزعتنا العنيفة نحو الكمال البشري يجب علينا أولا اتخاذ القرار بأن نتخلى عن مساعينا لإرضاء الآخرين في أفعالنا وأقوالنا وأن نعاهد أنفسنا على التوقف عن إرضاء الآخرين على حساب أنفسنا.
غير أن محاولة إرضاء أنفسنا تعتبر أيضا أنانية واستبدادا، لذا يجب علينا إيجاد حل بديل لإرضاء الآخرين، هذا الحل هو الحرية في اختيار الوقت الذي نسعى فيه للكمال، وهذه الحرية هي حرية مؤسسة على فهم للواقع بعيدة عن اللطف وإرضاء الآخرين على حساب الحقائق