العقل والقلب أيهما ينتصر على الآخر
في صراع العقل مع القلب يخرج المرء في الغالب خاسرا، فهي حرب لا رابح فيها، فهي إما أن تربح سعادتك وعاطفتك على حساب منطقك ومبادئك أو العكس.
لكل من العقل والعقل وظائف تتلاقى وتفترق حسب المواقف التي يصادفها المرء في حياته اليومية،
فبالعقل تسمو مداركنا ومفاهيمنا، وبه نرتقي إلى عوالم العلم والمعرفة، وفي القلب تكمن سعادتنا ومشاعرنا.
في حالة التوافق يعيش المرء في سلم وأمان، أما في حالة ما إذا كان هناك تعارض بين ما يريده العقل ويرفضه القلب أو العكس، فإن في هذه الحالة يعيش المرء حربا طاحنة إما أن تنفطر فيها قلوبنا أو تتعطل فيها عقولنا. إذن فكيف السبيل إلى أن يتوافق العقل والقلب معا؟ فمن غير المعقول أن ننساق وراء قلوبنا لترمي بنا في كل واد، كما لا ينبغي أن تقودنا عقولنا إلى أن نغمد عواطفنا ومشاعرنا.
الحياة تستقيم بالعقل والقلب معا، لكل واحد منهما أدوراه ومهامه التي خلق من أجله، لذا وجب علينا أن ندرب أنفسنا على التحكم بكليهما، إذ أنه ليس بالعقل وحده يسعد الإنسان، والقلب بدون تحكيم العقل يؤدي بصاحبه إلى المهالك وإلى سعادة مؤقتة.
الإنسان المتكامل هو من يجمع بين العقل والقلب في بوتقة واحدة، حتى يكون لنا عقلا ننبض به وقلبا نعقل به، فالإنسان السوي لا يسلم نفسه لعواطفه أو يغيبها في اتخاذ قراراته، بل يوازن بين الأمرين.