هذا ليس بالقرار المفاجئ والغريب على شركة مثل Glance التي تسعى لتحقيق الربح على حساب المستخدم وخصوصيته، ولكن دعنا لا نتحدث في البداية عن نقطة انتهاك الخصوصية وأن هذه الفكرة قد تشكل تهديدا لكيفية استخدامنا للهاتف الذكي، ونتكلم بشكل موضوعي عن الشركة المنفذة لهذه التجربة وكيفية تنفيذها.
Glance شركة متخصصة في تقديم محتوى عبر شاشات القفل
تأسست شركة Galance الهندية عام 2019، وهي شركة مختصة في البرمجيات وتعتمد الذكاء الصناعي لعرض محتوى على شاشات قفل الهاتف الذكي، أصبحت فيما بعد تابعة للشركة الهندية المتعددة الجنسيات InMobi، هذه الأخيرة تتيح للمبرمجين والمطورين وكذلك الناشرين توصيل إعلاناتهم لمستخدمي الهواتف الذكية.
كان الغرض من الفكرة في البداية يصب في مصلحة المستخدم من خلال تحويل شاشة قفل الهاتف إلى منصة ترفيهية، كأن يتم عرض صورة جميلة مع جملة في الأسفل تقدم لك معلومة مفيدة أو نصيحة أو عرض فيديو قصير. كما يمكن لك أثناء تنقلك في المواصلات أو لحظة الانتظار أن تلعب لعبة انطلاقا من شاشة القفل، او متابعة الأخبار أو معرفة وجهات السفر أو ما إلى ذلك من محتوى مخصص لشاشة قفل الهاتف.
استطاعت الشركة من خلال هذه الفكرة التعاون مع العديد من الشركات المختصة في صناعة الهواتف الذكية مثل سامسونج وشيومي و ريلمي وأوبو ومتورولا، شريطة أن تطلق كل شركة على هذه الخاصية التسمية المناسبة لها، فنجد أن شركة شاومي تطلق على شاشة قفل Glance اسم Wallpaper Carousel، فيما شركة ريلمي تطلق عليها في هاتفها الذكي اسم Lock Screen" Magazine"، ما تزال هذه الخاصية حكرا على الهند وأندونيسيا وقريبا ستكون متاحا في الولايات المتحدة الأمريكية.
كان هدف الشركة في البداية تلميع صورتها وتقديم صورة جيدة كونها رائدة في هذا المجال، غير أن هدفها الحقيقي هو جلب معلنين وتحويل شاشة قفل الهاتف لمادة إعلانية تشكل إزعاجا للمستخدمين وتنتهك خصوصيتهم، ولكن بمجرد إعلان انطلاقها في الولايات المتحدة الأمريكية لاقت هجوما لاذعا دفع بها لتغيير وصفها لمنتجها على أنه ينص على تحويل شاشات القفل إلى أسطح ذكية .
كما ردت شركة Glance على الانتقادات الموجهة من طرف المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية، على أن الشركة ليس هدفها تحويل قفل شاشة الهاتف لمادة إعلانية، كما أكدت أن الاشتراك في هذه المنصة سيكون اختيارا مع إمكانية تعطيله في أي وقت، وأن ربح الشركة سيأتي من رسوم الاشتراك التي سيدفعها المستهلك مقابل الحصول على أخبار مميزة، أو من خلال شراء المنتجات التي تظهر على شاشة القفل.
يعتبر هذا التصريح للشركة تلاعبا بالكلمات وتهربا من الحقيقة التي مفادها أن شاشة قفل ستتحول مع هذه الخاصية لشاشة إعلانات المستخدم في غنى عنها وتشكل إزعاجا بالنسبة له، لكن السؤال المهم هنا هل نحن بحاجة إلى عرض مواد ترفيهية على شاشة قفل الهاتف ؟
نحن لا نحتاج إلى إعلانات شاشة القفل والتي تعمل كمنصة ترفيهية!
نحن في الغالب نستخدم شاشة القفل لحماية بياناتنا ولتجنب وصولها للمتطفلين، أو لمعرفة الوقت أو مشاهدة الإشعارات، غير هذه الأمور لا أظن أن المستخدم سيحتاج شاشة القفل، كما أن أغلب المستخدمين مع وجود البصمة المدمجة في أغلب الهواتف الذكية قد لا يحتاجون للولوج إلى شاشة القفل أصلا.
فما الذي تخطط له شركة Glance لكي تدفع بالمستخدمين للاطلاع على شاشة القفل؟ هل سيكون هناك اتفاق وتعاون مع شركة جوجل من خلال نظامها الاندرويد يجعل من مشاهدة شاهدة القفل أمرا يستحق المشاهدة؟ الأيام القادمة ستبين الحقيقة.
ربما ستنهج شركة Glance نفس نهج شركة الفيسبوك في إعلاناتها والمحتوى الذي تقدمه للمستخدمين، وذلك من خلال جمع بيانات المستخدمين وتحويلها لتوصيات تستفيد منها كبريات الشركات، وهذا من شأنه أن يضيق على المستخدم الذي دفع مبلغا كبيرا من أجل اقتناء هاتفه الذكي ليحصل على واجهة خالية من الإشهارات. هناك تجارب لبعض الشركات مثل سامسونج التي تعرضت لموجة من الانتقادات عندما وضعت إعلانات داخل تطبيق الطقس وتطبيق السمات، أجبرتها هذه الضغوطات للتراجع عن هذا القرار.